الطائر الحائر


طائر أبصرته في غرفتي حائرا في سقفها يبغي الفرار

ضاربا حيطانها في لهفة وانبهار من جدار لجدار


تارة ينهار في الأرض و قد زاده اليأس ذهولا و انكسار

ثم حينا يعتلي مستطلعا عله ينفذ من هذا الإسار



فتقدمت إليه مسرعا بالذي ينجيه من هذا العثار

فاتحا نافذتيها رافعا للهواء الطلق و النور الستار

غير أن الطائر الحائر لم يدرك الفتحة من فرط انبهار

عبثا حاولت أدنيه لها كلما كاد يحاذيها استدار


أولا يبصرها؟ لكنه قد غدا في سجن وهم و انذعار

صاعدا أو هابطا حتى إذا مر بي الوقت و طال الانتظار

رحت أدنو حذرا فاصطدته ثم ألقيت به منها فطار



أوليس البعض في هذي الدُّنا مثل هذا الطير تيها في المسار؟

خابطا في ظلمة من صنعه و إلى جانبه يبدو النهار

و قريب منه تحقيق المنى و هو يسعى جاهلا نحو الدمار



شعر: محمد أحمد المشاري
رسوم: ديمة الغنيم

Hallucination

My friend is always saying that she believes in fairies, and I believe her. I believe in myths simply because we can name, describe and imagine them. They do exist. But recently I am encountering another dilemma. I read in a huge anonymous contemporary book about a new myth. It created itself to exceed all predictions. I haven't been dreaming about it because it never existed, yet, it completes the series of faces I draw.

We always assume that myths are imaginary, until a miracle happens and reassures it. But the phenomena that I read then saw, reassures nothing. It doesn't stimulate the whole humanity like rain or earth quacks. It only amazes the scientist in search for a meaning, or found in the eyes of the monk who's traveling for wisdom. It acquires an ultimate devotion. But when it's spread over many people, the myth returns to its normal cycle, when no one believes it, but they enjoy listening to the story.

My only doubt is whether it will continue to be immortal, or will vanish with the untold dreams and the hallucinations of an insane woman in a busy street.

نبؤة

بين منفذين.. جلست أراقص الماء بقدمي، و أغسل بالهوا شعري
بين منفذين.. أحدهما للسماء و آخر للأفق
أرقبهما بعذوبة المنكر و ذعر السكينة،
يرقباني كحارسين ساخرين، يقولان ارقصي، هاربة بقدم واحدة
عيناهما سكرى مستهامة، أغراها هدير الماء في ثغري الذي أوشك يتفجّر
ما زالت الريح تحتفل بشعري سعيدة، و ما زلت محترقة،
لم يزُل السحر رغم الماء، و لم يختف المنفذين

و ظل عنواني يبشرني، بقاعٍ في بركان المطر و طريق يوازي جدولاً متسللا

كان و أخواتها

و هنا، كأي هنا مشكوك فيه، أتساءل إن "ما يزال" حقا أخت كان.. لا أراها إلا حاضرا واضحا بكل رسومات ماضيه. و لا أرى، حتى بإصرارها، رغبة في التذكر، كل شيء موجود.. محسوس.. ما كانت يوما محض ماضي و لا كانت ككان. "كان" لا تشبه أيا من أخواتها.. كل أخواتها متشابهات إلاها. لا أتكلم عن التصريف، إنما بيئة المعنى للظرف.. فوصف مكان بما يزال أو ظل أو أضحى، يختلف بالإجماع عن كان

ربما في ذلك اثبات أن "كان" لا تعبر عن انقطاع أثر الماضي في الحاضر و لا ينفي وجودا لشيء اختفى

فريخات

Dear www,

Today, me and my sister decided to open a window in our room that remained close for many years, in fact it is rarely open because there is a curious palm tree which wants to get involved with our daily activities. We opened it, and that what we found.



إلا من وراء حجاب


كل يوم، تنتظر اكتمال الضوء المزخرف على الجدار المقابل لها. تسرح بلحظات من ماضيها لتلهيها عن حركة الضوء، فالماضي بإيحاء طوله يستميل الشمس لأن تسرع. اكتمل بدرها فالتفتت إلى المشربية، تراه، قسمه الخشب إلى صور كثيرة. وظلت لوهلة تلعب، تلملم الصور و تبعثرها. و يبدأ بالكلام، كله هذيان، يقولون "يحدث جدران الحارة".. لكنها لم تدر ماذا يقول، و لم تفسر يوما ما يقول. و مع احتدام كلماته و تداخلها، تغني، فيعود صوتها ناياً من بين الطبول. تسكت الطبول و كذلك كل شيء، إلاها. ينظر إلى لوحة الخشب المخرم بتكراره الممل، فتلثم وجهها بيديها خجلا.. تسكت. يغضب بسكون، و يذهب

أسماء بلا وجوه


أمي: عندما تبدآ الحرب، يصبح أهم ما في الإنسان أسماء لم تكن ظاهرة عليه

أنا: السياسة لعبة أسماء

أمي: السياسة لعبة قذرة

أنا: و كذلك الأسماء

و في صمتنا و انشغال محرك السيارة .. مر في بالي شريط من الأسماء .. بلا وجوه و لا حتى أقنعة، كيف عرفناها اذا؟ و آمنا بها. أعلم أن الأسماء للأشياء فهل غادرت الأشياء مفهومها، أم أن هناك قاعدة تحول المفاهيم أسماءا يؤمن بها الناس كالأصنام. و كيف احتالت تلك القاعدة على الناس؟ بطل أسطوري في قصة خيالية، أم شارع و تمثال؟

"ذلك الموت الذي اخترنا له اسما آخر أكثر إغراء، لنذهب إليه دون خوف، و ربما بشهوة سرية، و كأننا نذهب لشيء آخر غير حتفنا. لماذا نسينا يومها أن نطلق على الحرية أيضا أكثر من اسم؟ و كيف اختصرنا منذ البدء حريتنا في مفهومها الأول" ـ أحلام مستغانمي في ذاكرة الجسد

الحرية، كالموت، كالحب كأسماء كثيرة حولنا بلا وجوه...مفاهيم صارت أسماء لأنها تلف الإنسان فألبسناها لباسه. و المفاهيم ليست أسماء انما أفعال تخضع تحت إمرة النسبية و الحركة و السكون، فأرجوك يا رسام لا تحاول رسمها فهي لا ترسم و لا تنحت، هي كالحروف التي تكتب و لا تنطق ..تكتب لتدفع الكلمة لما بعدها من أفعال أو ربما أسماء. و ما أنت يا رسام بصانعها فأنت كما الجميع سمعتها عبر الأثير أو قرأتها مع جملة الأكاذيب اليومية

لكن كلما طال سكون المفهوم، زاد اللبس في احتمال اسميته، و لهذا يصر الرسام أن تقف الفتاة بسكون، حتى تنتهي اللوحة