نوادر الوجهاء

هناك العديد من الكلمات التي يستخدمها البعض زيادةً في الوجاهة، و هم من إذا قرأت لهم أسرعت، و من إذا سمعت لهم اختزلت، و هؤلاء اللطفاء مع الزمن شكلوا معجما من كلمات و تراكيب غريبة، و أوصلوا الوجاهة للفكاهة. اليوم -على غير العادة- قلبت في الجريدة علّي أجد ما يسليني من نوادر هذا الصنف العجيب، و إني أنقل هنا ما يتكرر على لسان الرجال من الوجهاء، و لنا مع الوجيهات جلسة أخرى

الأريحية: يستخدمها العديد و بكثرة عوضاً عن كلمة الراحة، و هي تعني الانبساط و الخفة
متشرذمون: لا توجد مشكلة لغوية و لكنها من نوادر الوجهاء
أيديولوجيا: تعني فكر، أو مذهب، أو منحى فكري لماذا أستخدم الكلمة الأجنبية كما أترجم إسم بقالة ؟ إلا إذا فعلاً تعذرت ترجمتها
دراماتيكياً: هناك العديد من الجمل و التعبيرات العربية التي تغني عن هذه الاستعارة
يعتبر: غالبا ما يستخدم الفعل للتحدث عن قيمة الأمر أو الشيء أو الشخص، و لكن الاعتبار في اللغة يعني الامتحان، و لهذا نقول ليؤخذ في عين الاعتبار أي نقوم بامتحان قيمته أو جودته، فلا نستطيع أن نقول يعتبر هذا النصب رمزا للقوة، فــ "يُعَد" هنا كفعل أسلم
التعسف: السير على غير هدى و الأخذ بغير طريق، و غالبا ما يساويه الكتّاب بالتعنت و هو إرادة المشقة للغير
الأنموذج: و هي النَّموذج و التي أصلاً معربة من الفارسية أو الهندية نمونه و الأنموذج في المعجم يرد على أنه لحن (أي تصحيف)
الحرية أسمى مبادئ إنسانية العالم: هل الحرية مبدأ أم مفهوم؟ الحرية ليست أساساً نقيم عليه قراراتنا، لأنها مفهوم متغير مع الزمن، و لكننا نستطيع تسميتها بالمبدأ ما أن يُنَص بها قانون
صاحب مبدأ: معناها أن الشخص ينص قوانين لنفسه، فيجب على قائل الكلمة أن يتأكد من صلاحية المبادئ لأنها قد تلتبس مع المفاهيم كما التبس على صاحبنا كاتب الجملة السابقة
في عوالم الغاب التي يتنادى لها أصحاب المصالح الضيقة ومن هم في مقاييس العدالة أشد ظلماً من سباع الوحوش الحيوانية: أنا أعترض على هذه الجملة جملةً، فعوالم الغاب أو بالأحرى الطبيعة تسلك نهج المصلحة العامة لا الضيقة و هي مصلحة نفعية تدور بها دورة الحياة، أما عن صنف "سباع الوحوش الحيوانية" فهذا ما لم أقرأ عنه يوماً في كتاب سواء كان خيالا أو حقيقة، فإما أن يكون المعنى فيه تشبيه جميع الوحوش الحيوانية بالسباع، أو اختيار فصيلة السباع فقط من الوحوش الحيوانية، لماذا قرر الكاتب إرفاق كلمة سباع؟ لا أرانا خصوصا في هذا العصر إلا وحوشا في انتهاكنا للطبيعة، فلماذا تنزه الإنسانية عن صفة الوحشية؟

تفضلوا و شاركوني في ذكر ما تيسر لكم في نوادر الوجهاء